الخميس، 9 فبراير 2012

المشاكل الزوجية

ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم


                                                            
                                                                  بسم الله الرحمان الرحيم
                                                                

ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم

الاستدراك المستفاد من ( لكن ) ناشئ عن قوله : لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم لأنه اقتضى أن لبعضكم رغبة في أن يطيعهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرغبون أن يفعله مما يبتغون مما يخالونه صالحا بهم في أشياء كثيرة تعرض لهم .

الأحد، 5 فبراير 2012

الحليب

مين (الولايات المتحدة) - - نصح باحثون أميركيون بتناول كوب من الحليب يوميا ليس فقط لأنه يوفر احتياجات الإنسان من العناصر الغذائية والكالسيوم، ولكن أيضا لأنه يساعد في تقوية ذاكرة الإنسان ويجعل ذهنه أكثر صفاء.

الاوقاف الاسلامية": نرفض اي اتفاق بين اسرائيل والفاتكيان حول "قاعة العشاء الأخير"

قلعة النبي داود
قلعة النبي داود
القدس- من المحرر السياسي- اعلنت الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية وعائلة آل الدجاني في القدس "إن أي اتفاق يبرم بين الفاتيكان وسلطات الاحتلال الاسرائيلي بشأن الطابق الثاني من المقام والمسمى قاعة العشاء الأخير هو اتفاق باطل ولا نقر ولا نعترف به".

السبت، 4 فبراير 2012

واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت

تفسير قوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ..)
قال الله تبارك وتعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:127] يقول عز وجل: ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد ) (وإذ) أي: واذكر إذ يرفع إبراهيم القواعد والأسس، أو الجدر، ( من البيت ) يبنيه، متعلق بيرفع، ( وإسماعيل ) عطف على إبراهيم عليه السلام، وهنا يتقدر فعل: يقولان، أي: وهما يبنيان البيت يقولان:

ثورات العرب بين نزعة الخلاص والبدائل الهجينة

ثورات العرب بين نزعة الخلاص والبدائل الهجينة


حـــســــــن الــــــحـــــســـــن
Hasan.alhasan@gmail.com

لم تعد جماهير الأمة في غالبيتها الساحقة تقوى على احتمال الظلم والاستبداد والقهر والذلة والمهانة، ولذلك انفجرت بوجه الطواغيت، تهتف بإسقاط أنظمة حكمهم البشعة. ويكاد ينحصر جل هم الناس في ظل أوقات الثورة العصيبة في إيقاف مسلسل القتل المستشري فيهم صباح مساء، حيث يواجه الثائرون آلة البطش الرهيبة بصدورهم العارية. ولا يرون إمكانية وقف ذلك النزيف إلا في سرعة إنجاز إسقاط النظام. وهو ما اتفقت على تحقيقه جميع أطياف الثائرين دون الخوض في طبيعة النظام البديل، مكتفين بإعلان أهداف عامة، يشترك فيها جميعهم.
إن الثائرين سرعان ما يدركون بأنه لا سبيل إلى حسم إسقاط الأنظمة القمعية بمجرد المظاهرات السلمية؛ ولذلك يتوجهون للاستعانة بقوى تستند إليها الأنظمة كقادة العسكر، الذين لهم تطلعاتهم الخاصة بعيداً عن الثوار، كما جرى في مصر، أو كالاستعانة بالدول الكبرى لإسقاط المستبد الداخلي كما جرى في ليبيا، وبالتالي تحويل مجرى الثورة من تغيير النظام بشكل جذري كامل وشامل إلى إجراء تغييرات شكلية عبر تعديلات جزئية.
وهكذا يسير الثائرون خطوة خطوة في طريق التنازلات، ابتداء بكتم معتقداتهم وتصوراتهم وصولاً إلى حلول توافقية مرتجلة تنتج خليطاً من المشاريع والأفكار المضطرة. فتحت ضغط الواقع الذي لم يكن الثائرون جاهزين للتعامل مع تحدياته أو تداعياته، يلجأ أغلبهم بطبيعة الحال إلى المساومة على هويتهم الأيديولوجية و مستقبلهم السياسي. ما يعني بالمحصلة القبول بنظام سياسي هجين لا يرضي أحداً، وبالتالي يسبب الشقاء والتعاسة والمشاكل أكثر مما يشكل حلاً. وفي حال تدويل القضية فإن التبعية للقوى الدولية تنتقل من حالة التبعية بالإكراه عبر نظام عميل إلى التبعية بالرضى عبر مجالس منتخبة.
في ظل هذه الأوضاع القاهرة، تصبح أي دعوة تنادي بوجوب إقامة الخلافة لإنجاز الوحدة بين البلاد الثائرة وتطبيق الشريعة فيها وتحرير فلسطين، تصبح دعوة منفرة عند المتسلطين على هذه الثورات، بحجة أن تلك الدعوة ستبث الخلاف بين تيارات الثورة المتباينة، وبالتالي سيتمكن الحكام من فرض سيطرتهم على الأوضاع، كما أن ظهور مثل تلك الدعوة ستكون مدعاة لترك الغرب شعوبنا فريسة للأنظمة المتوحشة كي تسحقها تحت جنازير الدبابات، فهذه التطلعات (الخلافة، الوحدة، تحرير فلسطين) هي عين ما يحذر منه الغرب ويعاديه. فيما يدأب خصوم المشروع الإسلامي بالترويج لأفكارهم بكل ما أوتوا من قوة.
ويعتبر الموجهون لهذه الثورات والمتسلطون عليها، من المحسوبين على التيار الإسلامي، بأن غض النظر عن هذه القضايا المصيرية هو تكتيك لازم لتجاوز الظرف الخانق، وأنه بمجرد سقوط الأنظمة فسيكون لكل حادث حديث. وبالفعل تنطلي هذه الحجج أكثر الأحيان على عامة الناس، إلا أن واقع الحال يسقطها تماماً، فالغرب ليس ساذجاً، وهو عندما يدعم ويؤيد ويمول أي مشروع يضع ضمانات كي تؤول ثماره إليه، فهو لا يتحرك بداعي الشفقة أو بشكل ارتجالي أو كرد فعل، ولا ينتقل من مرحلة لأخرى إلا بعد وضع ترتيبات تضمن له صيرورة الأمور لصالحه.
في سياق الثورات الحالية تحديداً فإن الغرب يصر على تسويق ثقافته وفكره كي يضمن لمخططاته ومشاريعه النجاح برضى الجماهير وقناعتها، مع محاربة كل فكر يتصدى لتلك المخططات والمشاريع، إذ لم يعد للأنظمة المتسلطة على رقاب الأمة حظ كبير للتحكم فيها بعد استفاقة الشعوب ومطالبتها بحقوقها. لهذا تتكاثر الحملات الإعلامية وتتدافع بشكل مكثف لتسويق فكر الغرب وثقافته في إطار شعارات توضع على ألسنة الناس وفي أدمغتهم، مظهرة لهم أنها طريق الخلاص. وأبرز ما تسلط وسائل الإعلام الضوء عليه دعوة الثائرين للسير في طريق الحرية والديموقراطية والتعددية السياسية والدولة المدنية والاندماج في المجتمع الدولي واحترام حقوق الإنسان، وكلها مصطلحات غربية وتخدم أجندة الغرب وتتصادم مع الإسلام في كثير من أصولها وفصولها.
ولتلبيس هذه المعاني على الناس يتم خلطها بشكل مغلوط بغيرها من المعاني المحببة إليهم، فالديمقراطية هي الشورى بزعمهم، والحرية نقيض الاستبداد، والتعددية السياسية هي القبول بالآخر، والدولة المدنية ضد الدولة العسكرية، والانخراط في المجتمع الدولي هو نقيض العزلة، واحترام حقوق الإنسان هو التسامح وإعطاء كل ذي حق حقه.
فيما حقيقة الأمر أن الديمقراطية المطروحة هي سيادة الشعب مقابل سيادة الشرع، والحرية المفترضة هي إطلاق الإنسان لعنان رغباته ليحقق ما يتوهمه من سعادة من غير وصاية لأحد عليه، رباً كان أو سواه، والتعددية المطلوبة هي فرض دعوات على المسلمين متناقضة مع معتقداتهم كالتيارات العلمانية والليبرالية والاشتراكية والقومية والوطنية، واحترام حقوق الإنسان تشمل احترام وحماية كل معتقد وسلوك مهما كان شائناً ومنحرفاً وشاذاً، كعبادة الشياطين والشذوذ الجنسي بأنواعه، وأما الدولة المدنية التي ينشدون فإنها تلك التي تتحلل من أي ارتباط بشرع أو دين، وأما الانخراط في المجتمع الدولي فيعني الدخول في مواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الرأسمالية التي تلغي خصوصية البديل الإسلامي والقبول بـ(إسرائيل) وتجعل الأمة أمماً وبلادهم أقطاراً ممزقة تدور في فلك الغرب ومصالحه.
للأسف لا يدرك أكثر الناس واقع هذه المصطلحات وتداعيات دلالاتها على هوية الأمة وواقعها ومستقبلها. ومن يدري يلوذ بالصمت كي لا يصطدم مع الأوساط الإعلامية وديناصورات الفكر والثقافة الذين تقدمهم وسائل الإعلام كأوصياء على الأمة. ومنهم من يتأول الخطاب ليمرر العاصفة من فوق رأسه فيبدأ بفذلكة الشعارات المطروحة نزولاً عند أحد المعاني التي تخطر بالبال، غافلاً أو متغافلاً عن السياق الذي تطرح فيه، والتي تعني عملياً الاستسلام لحضارة الغرب وثقافته والإذعان له ولمشاريعه. وأما من يتجرأ على فضح المشروع الغربي الذي يراد تسويقه للأمة من خلال هذه الشعارات والمصطلحات فسرعان ما تقع محاولات تشويه مساعيه ووصفه بالتطرف والجمود والإرهاب، كما يتم تجاهله والتعتيم الإعلامي عليه وكأنه غير موجود.
من الجدير ذكره أيضاً في هذا السياق، بأن حصر البدائل دائما بين احتمالين لا ثالث لهما، وفرض القبول بأقلهما سوءاً، هو من المفاهيم الخطرة والمغلوطة، وهو أسلوب تستدرج من خلاله شعوبنا لفرض الوصاية عليها. لذلك لا يصح الخضوع لما يقال من قبل من يتصدر الثورات في وسائل الإعلام: ماذا نفعل وقد أطبقت الدنيا علينا، وصرنا بين فكي كماشة، وبات التراجع متعسراً والتقدم أشد عسراً، وليكن ثمن الخلاص أيا كان، المهم أن نتخلص مما نحن فيه، ولو على يد الشيطان نفسه.
صحيح أن البعض يستخدم لفظة الشيطان من باب المبالغة، إلا أنها تكون مقصودة في كثير من الحالات وبأبشع دلالاتها، سيما لتبرير الاستعانة بالدول الاستعمارية الكبرى، ومن المعلوم أن هذه الدول تعتنق الرأسمالية الجشعة وتمارس سياسات الشيطان نفسه لا سواه بحقوق الشعوب المستضعفة، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى. لذا وجب التنبه إلى سياسات الاستدراج التي تصطنع أحداثاً لإنتاج ردات فعل معينة تقود إلى توريط الناس وبالتالي وضعهم بين خيارات ضيقة لفرض حلول بعينها عليهم.
إن تجنب الوقوع في مثل هذه المآزق التي تستدعي الكثير من التنازلات، لا يكون إلا من خلال إعداد العدة اللازمة من قبل من يطلب التغيير، وذلك بأن يحدد أهدافه وطريقته المؤدية إلى تحقيقها، وإلا فإنه يضع نفسه وأتباعه في العراء، وفريسة سهلة لكل من يريد أن يصطاد. ويعتبر في أحسن الأحوال عابثاً أو مقامراً يقود أمته إلى المجهول، ويقدم بلاده على طبق من فضة للخصوم والأعداء، سيما أن هؤلاء كثر، وتعج بهم الساحة المحلية والدولية، تلك القوى الماكرة اللئيمة التي تتربص بالأمة وتريد أن تستثمر أي حدث ينزل بها لمآربها الخاصة.
أخيراً فإنه ليس صحيحاً بأن أي بديل هو بالضرورة خير من الواقع المرير، فلعل البديل القادم أشد مرارة. وكم من الأمثلة الحية شاهدة على ذلك، أبرزها ما وقع في فلسطين، التي انتقل جزء صغير منها من الاحتلال المباشر إلى «منظمة التحرير» تحت عنوان «السلطة الوطنية الفلسطينية»، تلك التي تقوم بحماية مصالح المحتل وضمان أمنه نيابة عنه، وسرعان ما أدرك الناس بأن هذه السلطة أكثر بشاعة من الاحتلال المباشر نفسه، فوق ما نتج عنها من تنازل عن أغلب فلسطين. وكذلك ما آل العراق إليه من فاجعة، فقد خرج من نكسة صدام حسين ليقع في نكبة الاحتلال ومأساة كل من حكمه بعده على نحو مقزز أدى إلى تفتيت الدولة وإلغاء دورها بعد تهميشها وتقسيمها بين الشركاء الطائفيين وكأنها مجرد عقار يتنازعه سكانه بحسب أعداد كل عرق وطائفة فيه. 



 

ميزات نظام الحكم في الاسلام



                                    ميزات نظام الحكم في الإسلام


 يتميز الإسلام بأنه وحي من الله تعالى، ولهذا فإنه يضفي طمأنينة وسكينة في المجتمع عند تطبيقه، إذ إن التزام شرعه عبادة، كما أن الخالق أعلم بأحوال العباد واحتياجاتهم، ويستوي أمام شرعه الناس جميعاً: قويهم وضعيفهم، غنيهم وفقيرهم. فيما تنحاز القوانين الوضعية إلى مشرعيها فتميز بين البشر لصالح أصحاب النفوذ، كما تسبب الاضطراب لدوام تغيرها وتبدلها في صالح رغبات وتوجهات من يمسك بزمام الأمور.
 يتعامل الإسلام مع البشر بطبيعتهم القاصرة عن الكمال، ويتوقع منهم الخطأ، لذلك يتعامل مع هذه الطبيعة قبل وبعد وقوع الأخطاء، سواء أوقعت عمداً أم سهواً، فعمل على صياغة المجتمع على نحو تسود فيه الفضيلة وتنبذ فيه الرذيلة، وتشكل فيه التقوى عامل حصانة، إضافة إلى اشتماله على جملة من الأحكام والعقوبات لردع الناس، ولمحاسبتهم عليها بعد وقوعهم فيها، فيما تقتصر الأنظمة الوضعية على وضع قوانين للمحاسبة على الأفعال بعد اقترافها من غير اتخاذ تدابير وقائية لحماية المجتمع. بل باتت الفطنة في البلاد التي تستند إلى القوانين الوضعية تتركز في التلاعب بتلك القوانين للتخلص من العقوبة، ولذلك راجت مهنة المحاماة وكثر المستشارون القانونيون وأصبح التحايل على القانون تجارة رائجة لكل خبير فيها.
 إنّ أخطر الأخطاء عادة هو ما يقع على يد الحكام والمسؤولين في الدولة وأجهزتها المختلفة في رعاية شؤون الناس وتصريف شؤون الدولة، مما يعتبر تجاوزاً في السلطات الموكلة إليهم. وقد يطال هذا التجاوز النظام وقوانينه بالتحريف والتغيير للخروج من تبعات التجاوزات والأخطاء، وهو أخطر التجاوزات لأنه يفسد النظام فيفقده صلاحه وشرعيته واحترامه لدى معتنقيه وأتباعه. وقد يكون التجاوز متمثلاً في سوء تطبيق أحكام النظام وما يترتب على هذا السوء في التطبيق من فساد للدولة والرعية معاً. لذلك حدّد الإسلام طرائق لمنع وقوع هذه التجاوزات احترازاً، ولمعالجتها حال وقوعها. فكانت هناك مسؤولية المساءلة والمحاسبة للمسؤولين في الدولة من قبل الأمة من خلال ممثليها في مجلس الشورى، أو من خلال الأحزاب السياسية فيها، أو من خلال الأفراد عملاً بالأحكام الشرعية المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 عند الخلاف بين الرعية والحكام يرفع الأمر إلى محكمة المظالم التي تلزم الحكام التزام الشرع، وهي أعلى سلطة قضائية في الدولة، لا سلطان ولا سيادة لأحد عليها سوى شرع الله تعالى والتي تستند في عملها إلى قوله تعالى  فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
 إن النظم الوضعية لم تفلح، وفسدت وأفسدت، وها هي تخرج من أزمة لتدخل في أزمة أعظم منها اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأخلاقياً في كل بقعة حلت فيها من هذا العالم، ولهذا يجب على حملة الدعوة أن يعملوا جاهدين لإيجاد نظام الحكم في الإسلام المتعين بنظام دولة الخلافة، وتقديمه للعالم كونه النموذج الوحيد الصالح لحكم البشر.

الجمعة، 3 فبراير 2012

دعوات الرسول



                                                     دعوات الرسول

دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه
أخرج البيهقي عن جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن أبيه قال: كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص قديماً، وكان أول إخوته أسلم، وكان بدء إسلامه أنه رأى في المنام أنه وقف به على شفير النار (جانبها وحرفها)، فذكر من سعتها ما الله أعلم به، ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحقويه (موقع الإزار والخصر) لئلا يقع. ففزع من نومه، فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق. فلقي أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه فذكر ذلك له، فقال أبو بكر: أريد بك خيراً، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام، والإسلام يحجزك أن تدخل فيها. وأبوك واقع فيها. فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد، فقال: يا محمد، إلام تدعو؟ فقال: «أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده!!». قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه. وتغيب خالد وعلم أبوه بإسلامه، فأرسل في طلبه فأُتي به، فأنَّبه وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه، وقال: والله لأمنعنّك القوت. فقال: خالد إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به. وانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلزمه ويكون معه.
أخرجه ابن سعيد عن الواقدي.. فذكره وفي حديثه: وأرسل أبوه في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم ورافعاً مولاه فوجده، فأتوا به أباه -أبا أحيحة- فأنّبه وبكّته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال: أَتبعت محمداً وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبه من مضى من آبائهم؟ فقال خالد: قد صدق والله واتبعته، فغضب أبوه -أبو أحيحة- ونال منه وشتمه، ثم قال: اذهب يا لُكَّع (تستعمل في الحمق والذم) حيث شئت، والله لأمنعنّك القوت، فقال خالد: إن منعتني فإن الله عز وجل يرزقني ما أعيش به. فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به، فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلزمه ويكون معه.
وأخرجه ابن سعد عن الواقدي، وذكره في الاستيعاب من طريق الواقدي وزاد: وتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى خرج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فكان خالد أول من خرج إليها.
وأخرج الحاكم أيضاً عن عن خالد بن سعيد أن سعيد بن العاص بن أمية مرض، فقال: لئن رفعني الله من مرضي هذا لا يعبد إله ابن أبي كبشة بمكة أبداً، فقال خالد بن سعيد عند ذلك: اللهم لا ترفعه، فتوفي في مرضه ذلك. وهكذا أخرجه ابن سعد.مجلة الوعي

اعجاز القرآن

                                                                     اعجاز القرآن

إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
جاء في كتاب التيسير في أصول التفسير لمؤلفه
عطاء بن خليل أبو الرشته
أمير حزب التحرير حفظه الله في تفسيره لهذه الآيات ما يلي:
من هذه الآيات يتبين ما يلي:
1. إن قوله سبحانه  إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي  فيه دلالة - حسب لغة العرب - على أنه جواب لسائل، فقد روي أن الكفار قالوا: أما يستحي رب محمّد أن يضرب الأمثال بالذباب والعنكبوت؟ بعد أن ضرب الله مثلاً لمن يعبدونهم من دون الله ويتخذونهم أنداداً  يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ الحج/آية73  مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ  العنكبوت/آية41. بعدها قال الكفار ذلك القول، فأنزل الله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا  على سـبـيل المقابلة وإطـبـاق الجـواب على السؤال، وهو فنّ من كلام العرب بديع. وهنا يكون المعنى الراجح  لَا يَسْتَحْيِي  - وهو من المتشابه - أي لا يترك الله ضرب هذه الأمثال خشية قولكم المذكور لأن هذه الأمثال هي الحق فيما ضربت له، وحيث إن التمثيل إنما يصار له لتوضيح المعنى، فإن كان المتمَثَّلُ له عظيماً كان المتمَثَّلُ به كذلك، وإن كان المتمثَّل له حقيراً كان المتمثَّل به كذلك. ولأن حال الآلهة التي جعلها الكفار أنداداً لله هي حال حقـيرة، لذلك كان المتمَـثَّل لها في سورة الحج والعنكبوت كذلك. وهذه الآية بهذا المعنى يتناسب موضعها هنا مع ذكر الله سبحانه في الآيات قبلها  فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22).
2.  أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا أي فوقها بالمعنى الذي ضربت فيه مثلاً وهو القلة والحقارة، فيكون المعنى بعوضة فما دونها كما ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم جناح البعوضة للدنيا: «لو كانت الدنيا عند الله تعدل جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء» تحقيراً لقيمة الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة عند الله.
3.  فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا.
إنَّ  أَمَّا هنا حرف فيه معنى الشرط، ولذا كان الجواب بالفاء، وفائدته في الكلام التوكيد كما قال سيبويه في معنى "أما زيد فذاهب" أي مهما يكن من شيء فزيد ذاهب، وعلى هذا يكون المعنى هنا أنه مهما كان المثل فإن المؤمنين يصدقون به ويطمئنون إليه، وأما الذين كفروا فإنهم سيسخرون منه من باب المكابرة والمعاندة للحق مهما كان المثل.
والوقوف هنا تامّ بعد  مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا لأنه لو وُصل لكان ما بعده صفة له وهو ليس كذلك، فليس المثل هو الذي يضلّ ويهدي بذاته بل هذا بيان وتفسير للجملتين المصدَّرتين بأما، أي أن هذا المثل يهتدي به فريق  فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا  ويضل به فريق  وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا  ولهذا فلا محلّ لها من الإعراب لأنها جملة تفسيرية أي  يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ں .
4. إن الفاسقين هم الذين يضلون بالأمثال التي يضربها الله سبحانه، والفسق هو الخروج عن الأصل كخروج الطير من البيضة بعد أن يكسرها. فالخروج عن أحكام الشرع هو الفسق، وقد بيّن الله صفتين من صفات الفاسقين: نقض عهود الله، وقطع ما أمر الله به أن يوصل.
أما الأول فالنقض هو الحلّ بعد الإبرام والفسخ بعد الالتزام، وهو عامّ في كلّ عهد من عهود الله. وقد ذكر الله في الكتاب عهوداً على خلقه وألزمهم تنفيذها وعدم نقضها  وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ الأعراف/آية172 أخذه على جميع ذرية آدم - عليه السلام - بأن يقروا بربوبيته سـبحـانه،  وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا  الأحزاب/آية7 عهد على الأنبياء أن يبلغوا الرسالة ويقيموا الدين  وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ  آل عمران/آية187 عهد خصّ به العلماء.
وأما الثاني فهو كذلك في كلّ قطع لما أمر الله به أن يوصل وهو يشمل طاعة الله ورسوله وصلة الأرحام.
وقد وصف الله هؤلاء الفسقة الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل وينقضون عهد الله بأنهم الخاسرون.
@ @ 
فائدة عن أولي الأرحام:
لقد كان العرب في الجاهلية لا يقيمون وزناً للقرابة من جهة الأم، وبخاصة من لم تكن من العصبة أو من بعض الورثة المعترف بهم على عهدهم، لأنهم كانوا يهتمون بمن تربطهم بهم علاقة تجمعهم في حالات الغزو التي كانت، وما يترتب عليها من دماء وأموال، أما القرابة من جهة الأم فلم يكونوا يعبؤون بها؛ فقد كانت النساء بشكل عام غير ذات حظ عندهم.
فلما جاء الإسلام ربط الناس معاً برباط الإسلام  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ الحجرات/آية13 وربط المرء بقرابته كلها ربطاً واضحاً بإعطاء كلّ ذي حق حقه، فبين العصبات والديات ثم الورثة وفروضهم، كذلك القرابة غير العصبات وغير الورثة وهم ما يسمون “أولي الأرحام” الذين كانوا في الجاهلية بدون اهتمام:
•  وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  الأنفال/آية75.
•  وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ النساء/آية1.
• «من سرّه أن يبسط عليه رزقه، وينسّأ له في أثره فليصل رحمه».
• «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله».
فحثّ الإسلام على صلتهم وحرّم قطعهم وشدّد في ذلك، وأولو الأرحام هم كما قلنا قرابة الرجل من غير عصبته ومن غير ورثته وهم: الخال والخالة والعمة وبنت العم وولد البنت وبنات الأخ وولد الأخت وابن الأخ لأم والعم لأم والجد لأم وما أدلى بسبب لأي واحد من هؤلاء.
وصلة الرحم المحرم فرض للأدلة السابقة.
وصلة الرحم غير المحرم مندوب وذلك لأن عدم جواز الخلوة بغير المحارم وعدم جواز اجتماع المرأة في حياتها الخاصة إلا مع محارمها يصرف الجزم عن صلة الأرحام غير المحارم في الأدلة السابقة.

الأربعاء، 1 فبراير 2012

صندوق النقد الدولي يدعو الجزائر الى تخفيف مصاريفها


واشنطن - ، ا ف ب - دعا صندوق النقد الدولي الجزائر في تقرير نشر البوم الثلاثاء الى تخفيف مصاريفها العامة اذ ان زيادتها قد تؤدي كما قال الى التضخم والتأثير على الحسابات العامة.

وقال الصندوق في تقريره السنوي حول الاقتصاد الجزائري ان "الزيادة الكبيرة في المصاريف العامة في حال لم يتم تخفيفها من شأنها ان تؤدي الى زيادة كبيرة في الضغوط التضخمية والى التأثير على قيمة العملة". واضاف ان "زيادات كبيرة في الرواتب الحقيقية وخدمات اخرى لم تؤد بعد الى زيادة في التضخم ولكن يتوجب على السلطات ان تبدأ باعادة النظر في السياسة النقدية قريبا لاحتواء الضغوط التضخمية".

وبالنسبة لتقييم الدينار الجزائري، اشار صندوق النقد الدولي الى "انها قد تقوض التنافسية والتنوع في الاقتصاد". واوضح صندوق النقد الدوي ومقره واشنطن ان "زيادة في المصاريف من شأنها ايضا ان تؤثر على السلوكية على المدى القصير وتقليص هامش المناورة الضرورية في الميزانية لتطبيق سياسات تدعم التنوع الاقتصادي".

ويعول صندوق النقد الدولي على عجز في الميزانية بمعدل 6 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي في العام 2012 بعد 4 في المئة في العام 2011. واشار الصندوق الى انه "يتوجب على السلطات ان تتأكد من ان المصاريف العامة فعالة ويستفيد منها الشعب بشكل متكافىء".

المتابعون